الخميس، 31 مايو 2012

انتحار جماعة الإخوان

جماعة الإخوان تلك الجماعة التى نشأت على فكرة الجهاد على يد حسن البنا وبدأت دعوية وبمرور الوقت ومع شعورها بالتنظيم الشديد والتأييد الكبير بدأت تطمع فى التحول من الدعوة للسياسة واستطاعت الانتشار فى مصر ثم العالم انتشار النار فى الهشيم رغم أنها جماعة محظورة وربما كان هذا أهم الأسباب التى أدت إلى انتشارها إلى جانب القمع والقهر الذى أظهرها فى صورة الدعــوة الدينية التى تعانى القمع والقهر
وهذا القول به جانب من الصحة وهو فكرة القمع والقهر ولكنها جماعة سياسية يعتبر الدين أهم أداة لتنفيذ ما تريد وقبل قيام ثورة يوليوبحسب ما يرويه الأستاذ خالد محى الدين فى مذكراته ( والآن أتكلم ) التقى عبد الناصر بحسن البنا وطلب منه أن يعرف برنامجهم   للتخلص من الملك فاروق والإنجليز ولكن حسن البنا كان يرى أن إعداد برنامج يرضى البعض ويغضب البعض وهو لايريد ذلك وهذا منطق من يريد الاستحواذ على عقول الناس وهو أيضاً فكرمن ليس له اتجاه محدد أو مبدأ محدد إرضاء الناس غاية لاتدرك أبداً ولا يستطيعها الأنبياء حتى ولكنهم التحقوا بالثورة وتم طرد الملك واتفق معهم عبد الناصر للتخلص من الأحزاب والقضاء
على الحياة النيابية مقابل مشاركتهم فى الحكم وتم ذلك بالفعل ومع أول خلاف بينهم وبين عبد الناصر
تم التكيل بهم ولاسيما أن عبد الناصر أذاع أنهم المسئولون عن محاولة اغتياله فى المنشية عام 1954 وتم إيداعهم السجون والتنكيل به وبالطبع لاأقر فكرة التنكيل بهم إلا أننى أرفض مثل هذه
الاتفاقات المريبة وظلت هذه الجماعة تعانى القهر الذى يسهم فى انتشارها إلى أن قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير وسارالإخوان أحراراً وصار لهم حزباً وهنا نظراً لما تحظى به من تأييد شعبى
واسع وباع طويل فى العمل السياسى فضلاً عن كونها منظمة قررت أن تستغل قدراتها للاستحواذ
على المشهد السياسى بأكمله ومن هنا استجابت للمجلس العسكرى متحالفة معه للقضاء على القوى السياسية الأخرى متناسية ما فعله بها ضباط ثورة يوليو وتحولت للذراع الذى يبطش به المجلس العسكرى كل القوى وخذلتهم فى مطالب الثورة التى كان من الممكن ان تغير المشهد الساسى فى مصر وتصل بنا إلى بر الأمان واستطاعت الاستحواذ على البرلمان وفى مخططها أن مصر ستصبح
برلمانية وحينما اكتشفت خطأ حساباتها حنثت بوعدها ودفعت بمرشح رئاسى لتسيطر بذلك على كل شئ وجاءت الانتخابات الرئاسية لتسفر الجولة الأولى عن إعادة بين مرشح الإخوان ومرشح النظام البائد متصورة ان هذه الانتخابات حقيقية وأن مرشحها سيفوز ولم تدرك أنها لعبة لوصول الفريق شفيق لكرسى الرئاسة والدليل أن القنوات والمحطات بدأت بشن حملات ضدهم بشكل شرس مبالغ فيه مقدمة لبيان أسباب فوز الفريق شفيق وبذلك تكتب نهايتها  والأسباب تتلخص فى الآتى :
أولاً : لايمكن لجماعة او حزب أن يقوم يقوم بأعباء دولة كبيرة كمصر بمفرده فهذا وهم كبيرو الحكمة
تقول المرء بنفسه قليل وبإخوانه كثير
ثانياً : فى تحالفها مع المجلس العسكرى تسببت فى تفتيت القوى الثورية ولم تدرك أنها لن تجد من يساندها إذا كان المجلس يبيع لها الوهم فلم تحسب لذلك 
ثالثاً : بقبولها كل ما يطلبه المجلس العسكرى وافقت على خوض انتخابات مجلس الشعب بدون صلاحيات مما أوقعها فى مأزق أظهرها عاجزة حتى عن استيفاء مطالب بسيطة للشعب المصرى
ولم تساند شباب الثورة فى إقرار العزل السياسى الذى تسبب فى وصول الفريق شفيق لخوض
انتخابات الرئاسة لإعادة النظام البائد
رابعاً : بانسحابها من تدعيم القوى الثورية خسرت تأييد الجميع الذى لم يعد على استعداد لمساندتها ولو حتى للحفاظ على الوطن وهو مؤشر خطير لم تدركه الجماعة
وأخيراً بعد اعتراض الشارع المصرى على نتائج الجولة الأولى ومحاولة لم الشمل للوقوف فى مواجهة  إجهاض الثورة ترفض الانضمام للصف الثورى لتفقد بذلك مصداقيتها لدى الشارع بشكل واسع عبرت عنه الانتخابات التى خسر فيها مرشح الإخوان ملايين الأصوات مقارنة بانتخابات مجلس الشعب فهل تعى الدرس جيداً وتنضم للصف الثورى للتخلص من مرشح النظام البائد وبعدها
تستطيع مصر أن تخوض انتخابات نزيهة أم أنها ستستمر فى طريقها الذى سيؤدى حتماً إلى انهيار
الجماعة التى ناضلت لعقود لتكون لحظة قطف الثمار هى لحظة الانهيار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ذكرى عيد النصر

  اليوم الثالث والعشرون من ديسمبر ذكرى هزيمة بريطانيا وفرنسا ورحيلهما عن أرض مصر تجران أذيال الخيبة وعار سيظل يلاحقهما أبد الدهر أحالت حرب...